تقديم ولاية تمنراست
من يقول تمنراست،يقول خريطة الجَمال المرسومة على الصخر والرّمال، تشرق الشمس خلف الأسكرام لتضئ لكم الطريق نحو عالم مبهر من الروائع الحضارية والطبيعية والثقافية، فالتاريخ والجغرافيا منحا لهذه المنطقة أبهى الصور، بل صنعا تفرّدها وتميّزها بفضل الخصوصيات السياحية الكثيرة التي تستحق الاكتشاف.
لمحة تاريخية
تمنراست،متجذرة في تاريخها، شيد بها الإنسان البدائي حضارته منذ الأزمنة الغابرة، فخلال الفترة الرطبة من العصر الحجري الحديث ) 9000 و 2500 ق.م( كانت الصحراء الكبرى عبارة عن”سفانا”، استوطنها الإنسان وعاش بها الحيوان مثلا النعامة والزرافات والفيّلة، كما ساعدت وفرة المياه والبحريات على عيش بعض الأسماك والتماسيح وفرس النهر، وأتيح لصيادي البراري والرعاة بناء المخيمات والمساكن، قبل أن تصبح أرضا قاحلة. وتظهر ملامح هذه الفترات مختلف الرسومات والنقوش التي تبين ممارسات السكان خلال فترات تكيفهم مع بيئتهم المتغيرة واكتسابه مل أدوات وعادات جديدة .استقطبت تامنغست اهتمام الشعوب، فسكنها البربر )التوارڤ(، وشهدت حركة بشرية جد نشيطة عندما استقر الرومان بشمال إفريقيا، فأصبحت مسلكا تجاريا مهمّا وملتقى للقوافل التجارية من روما وإفريقيا السوداء .دخل الإسلام إلى المنطقة في حدود القرن السابع والثامن الميلاديين، كما استقرت بها العديد من القبائل العربية، ونشطت الحركة التجارية، فامتزجت الثقافات والعادات. وخلال فترة الاحتلال الفرنسي، كانت تامنغست معقلا من معاقل المقاومة، كالتصدي للبعثات الدينية والحملات العسكرية، وكذا المقاومات الشعبية التي شهدت العديد من المعارك إلى غاية بسط النفوذ نهائيا. أما أثناء الثورة التحريرية، فانضم المجاهدون إلى النضال رغم محاولة عزل الصحراء عن الثورة في الشمال. عرفت المنطقة عمليات عسكرية وفدائية ضد القوات الاستعمارية، وتضحيات الشهداء من أجل الوحدة الوطنية إلى أن استقلت الجزائر 1962
الموقع الجغرافي
ارتقت تامنغست إلى ولاية بموجب التقسيم الإداري لسنة 1974 م، وتقع في أقصى الجنوب الجزائري على مسافة أكثر من 2000 كلم عن العاصمة
طرق الوصول
تمتلك تامنغست شبكة من الطرق الولائية والوطنية، محطاتل لنقل البري، مطار أڤنار حاج باي أخاموك( الذي يوفر رحلات داخلية ودولية للسياح.
المناخ
يسود ولاية تامنغست مناخ صحراوي، مع تسجيل مفارقات حرارية أوبرودة قصوى، إذ يبلغ متوسط الحرارة في المساء 13 °وصيفا 29 °، وتستقبل أمطارا مدارية صيفية في شهري أوت وسبتمبر.
الوسط الطبيعي
ينقسم الوسط الطبيعي لولاية تامنغست إلى:
السهول: تشمل سهول أودية الأهڤار، أمدرور،تنزوفت، التينيري وسهل تامنغست.
الكتل المعزولة: تشكّلها سهول“إنزيزا” البركانية الممتدة من تمنراست نحو جانت،
الخنادق المحيطة: هي انهيارات دائرية، تحيط بالكتلة الوسطى للأهڤار.
الطاسيلي: يمثل الحزام الخارجي للأهڤار، ويتكون من تشكيلات جيولوجية تعود إلى العصر الجليدي الأول، يضمّ جبال مودير بالشمال، طاسيلي ناجر في الشرق والجنوب الشرقي، طاسيلي ناهڤار بالجنوب و الأسجراد والأهنات في الغرب والشمال الغربي
الثروة النباتية والحيوانية: تتميز الثروة النباتية بالتنوع، حيث تضمّ مئات الأصناف النباتية )مدارية،متوسطية وصحراوية(، منها الرعوية، العلاجية، التجميلية، وأخرى تستعمل في بناء السكنات والصناعات التقليدية،منها: الشيح، الطلح،تبركت،الأكاسيا،السدرة، والنخيل في الواحات…أما الحيوانات فتتمثل في: الغزلان،الفهود،الأروية،الأفناك،الزواحف،الطيور،بالإضافة إلى الأسماك منها: باربوكس،تيلابيا وسيلور.